التحليل السوسيولوجي لدور الطبيب
التاريخ
2022-09المؤلف
محمد أبوراس, د. فاطمة
إمحمد إقيمع, د. أمــــــــــل
واصفات البيانات
عرض سجل المادة الكاملالخلاصة
المقدمــة:
تعتبر الصحة والمرض انعكاساً للوضع الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والجسمي لأي فرد أو مجتمع، ويرتبط تطورهما وتقدمهما أو تأخرهما وتخلفهما بتقدم أو تأخر هذا المجتمع أو ذاك، والجانب الصحي لأي مجتمع يرتبط بالمواقف الإنسانية والقيم والعادات ومستوى المعيشة الذي لا مناص للطب من أن يأخذها في اعتباره لزيادة كفاءته وفاعليته ورفع المستوى الصحي والرعاية الصحية للأفراد.
وجاء علم الاجتماع الطبي باعتباره الدراسة العلمية والموضوعية التي تتناول البعد الاجتماعي للطب وإيجاد العلاقة بين مجال ممارسة مهنة الطب والواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والانثروبولوجي، وإيضاح السمات المميزة لتلك الصلة بين الطب وعلم الاجتماع فهو إذاً مبحث وسط يأتي بين علم الاجتماع العام وعلوم الطب .( )
وبذلك يهدف علم الاجتماع الطبي في البحث عن العلاقة المتبادلة بين المهن الطبية المختلفة من حيث أهميتها وكفاءة المشتغلين بها وبين ما يحاط بهذه المهن من قيم اجتماعية وثقافية منطبعة في أذهان الناس، ولذلك فإن علم الاجتماع الطبي يعتبر مهنة الطب من أكثر المهن الطبية تأثراً بقيم المجتمع وأعرافه لذا تهدف هذه الدراسة لتقديم تحليلاً اجتماعياً وثقافياً لمهنة الطب وهي المهنة التي يمكن اعتبارها علماً أو فناً يقوم به شخص أو مجموعة أشخاص يقدمون الرعاية والعناية لمجموعة أشخاص آخرين أثناء فترة المرض.
كما تحاول وتسعى هذه الدراسة إلى تعريف الطبيب وتحديد مواصفاته حسب نوعية التنشئة التي يتعايش معها الطبيب، أي حسب نوعية وطريقة إعداده وتقويمه على الاطلاع بدور الطبيب وممارسة مهنة الطب والانتماء إلى طائفة الأطباء. ( )
ويتم ذلك بالالتزام التام بالطرق الرسمية وغير الرسمية بالوظائف والقيود التي يختارها الطبيب والتي تفرضها عليه الظروف ويفرضها عليه العامة من الناس، حيث تلعب ثقافة وأخلاقيات المجتمع دوراً رئيسياً في ممارسة مهنة الطب، لذلك فإن الثقافة لها تأثير فعال وكبير في مجال العمل الطبي للطبيب.
ومن هنا نجد أن أعضاء أي مجتمع سواء أكانت المجتمعات النامية أو المجتمعات المتقدمة يتشابهون في كثير من القيم والمعايير الاجتماعية والأخلاقية والثقافية التي يلتزمون بها، فمثلاً عندما يعبر الشخص الليبي عن نفسه فإنه يتحدث في إطار الثقافة الليبية وأن ثقافة الأم هذه تحتوي على ثقافات أخرى فرعية، ومن خلال ذلك فإن الطبيب يمثل ثقافة فرعية خاصة بجماعة الأطباء في الحقل الطبي والصحي.
ومن هنا تحاول هذه الدراسة إلقاء الضوء على أهمية دور الطبيب وجوانب الصراع في هذا الدور بالإضافة إلى العلاقة المتبادلة بينه وبين المرضى؛ لأن دور الطبيب لا ينحصر في تقديم العلاج لمرضاه فقط، وإنما يرتبط بمجموعة القيم والمبادئ والعادات التي تعتبر جزء من ثقافة المجتمع، فدور الطبيب من الأدوار المهنية الرفيعة في المجتمع؛ لأنه يرتكز على الاهتمام بالمريض والوصول به لأفضل حالة صحية ممكنة، وذلك من خلال التحاور معه والاستماع إليه، إلا أن هذا الدور لا ينفى عن الطبيب إذا لم يدرك معناه أو يتجاهله عن قصد.