مراعاة أساليب العرب وعاداتهم الكلامية في توجيه القراءات القرآنية (كتاب الحجة للفارسي أنموذجا)
الخلاصة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أمّا بعد :
فالحمد لله الذي أنزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين, وجعل العربية مفتاح فهم القرآن الكريم, وواسطة تعقله فقال: ﱡ ﭐ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ .
وإنّه لأشرفُ ما قُضِيت فيه الأوقات, وأغلى ما بُذِلَت له الجهود, وخير ما تَوَجَّهَت له الهمم, الاشتغال بالقرآن الكريم حفظا, وتلاوة, ومدارسة, وتعلما, وتعليما, وفهما, وتفسيرا, وقراءة, وتطبيقا, وإذا كان فهم كتاب الله, وتدبر معانيه, وفهم مقاصده, ومراميه, متوقفا على معرفة العربية, فهذا يستوجب العناية بالعربية, أساليبها, ومعانيها, وطرائق تعبيرها, وإعرابها, واشتقاقها, ونحوها, وصرفها إلى غير ذلك مما تعلق بالعربية من علوم .
وقد أجمع علماء الأمة على أنّ معرفة أساليب العرب في كلامهم وعاداتهم وطرائق تعبيرهم من الواجبات التي تعين الناظر في كتاب الله عز وجل, المتأمل في آياته, المتفقه في أحكامه, ذلك أنّ هذا القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين, فلا يتحصل هذا الفهم لكتاب الله عزّ وجل إلا من عرف لغة العرب, وأساليبها, وعاداتها في كلامها, لأنّ الله تعالى خاطب العرب بما تفهم من خطابها, وعلى ما تعرف من معانيها فمن جهل لسان العرب تكلف من القول ما لا علم له به, وتَقوَّل على الله ما لم يقله.