بعض الأسباب المؤدية لهجرة الشباب من الريف إلى المدينة وأثارها الاجتماعية على الريف (دراسة ميدانية)
الخلاصة
تعد ظاهرة الهجرة من الريف إلى الحضر إحدى الظواهر الاجتماعية التي صاحبت تكوين المدن, وهى من الظواهر المرغوب فيها إذا تيسرت في الحضر سبل الإقامة والعمل للمهاجرين "وقد شهدت ليبيا منذ بداية السبعينات هجرة داخلية واسعة من الأرياف إلى المدن, وأثر ذلك في نقص العمالة في مجالي الزراعة والرعي اللذان تأثرا كثيراً رغم الاستنجاد بالعمالة الوافدة، فبعد اكتشاف النفط في أوائل الستينات اندفع الكثير من سكان الأرياف إلى المدن تاركين أعمال الزراعة والرعي ذات الطبيعة الشاقة والأجور المتدنية، للعمل مع شركات النفط حيث الأجور العالية، وساعات العمل المحدودة والحياة الأكثر رفاهية.
يثير موضوع الهجرة اليوم الكثير من الحوارات والصراعات السياسية, حول الاندماج والخطر على السلم الأهلي وفرص العمل, مع ذلك تتنافس الدول المتقدمة في تقديم الإغراءات لليد العاملة عالية التأهيل لجذبها للعمل فيها, وقد بدأ مؤخراً الاهتمام بآثار الهجرة على البلدان المصدرة للعمالة من منظور التنمية البشرية، وليس من منظور التحويلات ودورها التنموي، وقد أثارت منظمة الصحة العالمية المخاطر الناجمة عن هجرة الكفاءات الطبية من الدول النامية إلى الدول المتقدمة, حيث قدر النقص في عدد العاملين في المجال الطبي على المستوى العالمي عام 2006 بـ 403 مليون شخص"، وعلى الرغم من أن ظاهرة الهجرة السكانية تعتبر قديمة منذ أن خُلِق الإنسان على وجه الأرض, إلا أنها زادت بشكل كبير أثناء فترات الاستعمار والغزو, أو الهروب من الظروف الاقتصادية السيئة, أو بسبب توفر فرص عمل بعد اكتشاف المناطق الجغرافية للموارد الطبيعية, وخاصة النفط, وتعتبر المناطق الريفية وحتى وقتنا الحاضر مناطق طاردة للسكان بسبب القلة في مختلف الخدمات الضرورية, بالإضافة إلى انتشار البطالة المقنعة, والبطالة الموسمية, وكذلك قلة فرص العمل في الريف، وحتى وأن توفرت فهي قليلة جداً مما أضطر العديد من سكان الأرياف للهجرة إلى المدن للبحث على فرص عمل وللحصول على دخل جيد يوفر لهما حياة كريمة داخل المدنية.