الأحكام الفقهية المتعلقة بإسقاط الجنين في طور العلقة دراسة فقهية مقارنة
الخلاصة
الحمد لله رب العالمين, الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين, ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين, ثم سواه ونفخ فيه من روحه وهو الخلاق العليم, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي المتين وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما .
أما بعد: فإن علم الفقه من أفضل علوم الشريعة, لما فيه من بيان لكل ما يتعلق بحياة الإنسان, من لحظة ولادته, بل من قبل ولادته, إلى لحظة مماته, بل حتى بعد مماته, فهو ينظم علاقة الإنسان بربه , وعلاقته بدينه, وعلاقته بنفسه, وعلاقته مع بني جنسه، فما من شيء يسهم في سعادة الإنسان, وإدراكه لسر وجوده, إلا وفي الفقه الإسلامي إيضاح وتنظيم له .
لذلك فإني اخترت موضوعا فقهيا يعالـج مشكلةً انتشرت كثيرا في مـجتمعنا ومجتمعات العالم؛ ألا وهي مشكلة إسقاط الأجنة , فكثيرا ما يحدث أن امرأة تحمل وهي لا تريد الحمل لسبب ما , فهل يجوز لها إسقاط هذا الحمل أم لا ؟ وهل هناك مرحلة من حياة الجنين يجوز فيها الإسقاط ؟ وهل حكم الإسقاط واحد في جميع أطوار حياة الجنين من طور النطفة إلى طور العلقة إلى طور المضغة أم يختلف الحكم من طور إلى آخر؟ من ثـم وقع اختياري على هذا الموضوع الذي هو بعنوان