أثر مدرسة الكوفة في نشأة علم الصرف
الخلاصة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فمنذ أنْ أَعْلَى الله شأنَ اللُّغةِ العربية علوًا يصلُ إلى مرتبة التقديس، وذلك باصطفائه -سبحانه وتعالى- لها واختيارها لغة للرسالة المحمّدية، فمنذ هذا الاختيار الربّاني الذي حكم بالخلود، وقضى بالتقديس لأسمَى وأنبل لغة على وجه الأرض، وعلماؤنا يقومون جيلاً بعد جيل، وخلفًا بعد سلف لدراسة مبانيها، وفهم معانيها، وتدوين خلاصات بحوثهم، وثمار جهودهم، نصحًا منهم لأئمة المسلمين وعامتهم، ولا يزالون، فجزاهم الله عنا كل خير في كل حرف خلّفوه لنا يرجون به رضا الله ونصح أمتهم.
ولا يخفَى على كل ذي لبّ مدى أهمية الدراسة للغة العربية بكل جوانبها، فلذلك تقدّمنا ببحثنا هذا متناولين أحد موضوعاتها وهو أثر مدرسة الكوفة في نشأة علم الصرف، وقد جعلنا البحث في تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، تكلّمنا في التمهيد عن تعريف الصرف والتصريف ونشأة الصرف، وعن موضوع علم الصرف، وفائدته، ومرتبته، وتطوره، وفي الفصل الأول عن أشهر علماء المدرسة الكوفية، ومصادر الدراسة الكوفية، بعدها سِرْنا إلى الفصل الثاني إذ تناولنا فيه نماذج من آراء الكوفيين في بعض المسائل الصرفية، وتحدَّثْنا في الفصل الثالث عن نماذج من أقيسة الكوفيين.