الطريقة البهية لتحليل النص العلمي نحويا مع تدريب على قطعة من ميئية ابن العز في السيرة النبوية

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد، فإن من مجالات البحث النحوي التحليل النحوي للنصوص العلمية والمنظومات التعليمية التي نظمها أصحابها تسهيلا على المتعلمين وغيرهم لتعلُّم فرع من فروع العلوم الشرعية أو علوم الآلة، حتى تنتشر هذه العلوم بين طلاب العلم خاصة وعامة المسلمين عامة، ولما كانت تلك النصوص غالبا ما تحوي ألفاظًا مغلقة، أو تراكيب معقدة نظرا لطبيعة نصوصها التعليمية التي تستوجب في كثير من الأحايين حفظَ سجعٍ لأجل حفظها، أو تعبير حذف مجاراة لوزنها، تصدر كثير من الشراح لإعراب تلك المنظومات نثرية كانت أو شعرية وشرحها وبيان مقصد الناظم أو المصنف مما استغلق من ألفاظها وتراكيبها، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة أكثر من أن تحصى، وسار الشراح في ذلك بمناهج متعددة كل حسب نظرته للآلية التي يجب أن تُتَّبع في فتح المستغلق، فمنهم من اكتفى بالشرح اللغوي وبيان معنى النص بصيغة يراها أقرب للفهم، ومنهم من توسع بذكر الخلافات والأقوال للسابقين في المسألة المعروضة، ومنهم من اكتفى بإعراب النص المعالَج ظنا منه أن ذلك يبين الوظائف النحوية للكلمات، فينتبه القارئ لمراد الناظم أو المصنف، فيزول الاستغلاق؛ ولأهمية الموضوع، فإن وضع ضوابط محددة مبنية على أفعال من تقدم من المتصدرين لشرح تلك النصوص_ أمر على قدر كبير من الأهمية، فتوكلت على الله في أن أجمع تلك الضوابط استقراء من شروح المنظومات، وأحاول تطبيقها على قطعة من منظومة رأيت أن لها قيمة علمية متميزة؛ كونها نُظمت في سيرة خير البرية من ناحية، وناظمها أحد أعلام الفقه في عصره من ناحية أخرى، إضافة إلى لغتها المميزة ونظمها البديع. وقد قسمت هذا البحث إلى مقدمة وتمهيد ومباحث: الأول- في بيان منهجية التحليل النحوي للنصوص، والثاني- في ترجمة لناظم الميئية والثالث- في تطبيق على الميئية من بدايتها حتى ذكر وفاة أمه -صلى الله عليه وسلم- ثم أردفت بخاتمة وثبتٍ للمصادر والمراجع. هذا، وآخر دعوانا: أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.