التكوين البيداغوجي لاختصاصيي المكتبات والمعلومات وتسويق خدمات المعلومات

Abstract

أصبح التسويق ضرورة للمكتبات ومؤسسات المعلومات في ظل انخفاض موارد هذه المؤسسات، وتراجع الدعم الحكومي، ودخول منافسين جدد في مجال خدمات المعلومات، وفي ما ساهمت به التكنولوجيا من اتساع رقعة المعرفة بأيسر الطرق وازدياد الحاجة إلى برامج تتوافق مع هذه الامكانيات المتاحة، والأهم توفر قدرات خاصة لمستخدمي هذه الامكانيات سواء كانوا من القائمين على المكتبات ومؤسسات المعلومات، أو من جمهور المستفيدين من هذه المؤسسات، وبذلك لم تعد عمليات التسويق في هذه المؤسسات قائمة على الأطراف الثلاثة المتمثلة في المعلومات المطلوب تسويقها، والقوى العاملة على التسويق، وجمهور المستفيدين المستهدفين بعملية التسويق فقط، بل تعدت ذلك لمدى توفر مواصفات خاصة في هؤلاء الأطراف. من خلال دراسة مسحية للنتاج الفكرى حول التسويق عمومًا، وتسويق خدمات المعلومات بشكل خاص، وبما توفر للباحثين من خبرة عملية في مجال التدريس في تخصص المكتبات والمعلومات لمدة تزيد على ثلاثين عام، وانطلاقا من التعريفات والمفاهيم المتعددة للتسويق على أنه نظام متكامل تتفاعل من خلاله مجموعة من الأنشطة الهادفة إلي تخطيط وتسعير وتوزيع وترويج للسلع أو الخدمات أو الأفكار لحاجات المستهلك، وأنه العملية التي تنطوي علي تخطيط وتنفيذ المفاهيم أو التصورات الخاصة بالأفكار والسلع والخدمات وتسعيرها وترويجها وتوزيعها لخلق عمليات تبادل قادرة علي تحقيق أهداف الأفراد والمؤسسات بشكل عام. وبما تم الوقوف عليه من توافق بين عملية التسويق في المكتبات ومؤسسات المعلومات، وبين روح تعريف روزنبرج Rosenberg على أنه عملية موائمة بين الأهداف (أهداف مؤسسات المعلومات) والقدرات (قدرات المؤسسة اللوجستية وكفاءة القوى العاملة) ليتمكن المنتج من تقديم مزيج تسويقي (المنتج، الخدمة، الإعلان، الترويج، التسعير) يتقابل مع حاجات المستهلكين (جمهور المستخدمين لمؤسسة المعلومات) داخل حدود المجتمع، وهذا المجتمع هو مؤسسات المعلومات كمجتمع داخلي، والبيئة الخارجية كمجتمع خارجي، ووفق تعريف هاورادHoward للتسويق على أنه يتضمن تحديد حاجات ورغبات المستهلكين وتفهمها في ضوء طاقات المنشأة، ثم تعريف المختصين بها لكي يشكلوا المنتجات وفقاَ للحاجات السابق تحديدها، ثم توصيل هذا كله إلى المستهلك مرة أخري.