التفكك الأسري وعلاقته بمظاهر العنف في الأسرة الليبية
الخلاصة
الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى في المجتمع, وبالتالي فإن المجتمع يتكون من الأسر المختلفة, غير أن المجتمع في ذاته ليس أسرة كبيرة لوجود فروق شاسعة تميز الأسرة عن المجتمع, والأسرة اتحاد يتميز بصفة خاصة, بطبيعة الخلقية والعاطفة, والمبدأ الذي تقوم عليه الأسرة يوجد في الوظائف العاطفية مثل الحنان المتبادل بين الزوجين, وبينهما وبين هؤلاء وبين بقية النسق القرابي للأسرة, وهناك عوامل رئيسية تؤدي إلى التفكك الأسرى, ومن ثم تولد العنف بمظاهر المختلفة منها إهمال الأسرة لسلوك أبناءها واحتياجاتهم الاجتماعية والنفسية, وانفصال الوالدين, والمشاحنات الزوجية التي يخلق جواً من التوتر النفسي, وتهديد الأبناء بالعقاب وسوء المعاملة والتشهير بأخطائهم مما يسهم ذلك إلى تزايد ظاهرة العنف لديهم خاصة في مرحلة المراهقة، وهي الفترة المقترنة بمرحلة التعليم الثانوي, بالإضافة إلى المنازعات والخلافات الدائمة بين أفراد الأسرة, وحدوث التفكك الأسري يكون دائماً بسبب الانفصال أو الطلاق, بالإضافة إلى التفرقة في المعاملة بين أفراد الأسرة وعدم مراعاة وخصائص احتياجات النمو لدى الأبناء, ولذلك يشعر الأبناء بأنهم موضع عدوان وعنف دون مبرر.
إن ضحايا التفكك الأسري هم أفراد تلك الأسرة المتفككة وخاصة الأبناء, فالزوج والزوجة يواجهان مشكلات كثيرة تترتب على تفكك أسرتهما, فيصابان بالإحباط وخيبة الامل وهبوط في عوامل التوافق المشاكل الاجتماعية المختلفة, وقد ينتج عن ذلك الإصابة بأحد الأمراض الاجتماعية والنفسية.
ويؤدي التفكك الأسري في بعض الأحيان إلى تزايد العنف بين أفرد الأسرة خصوصاً الأولاد من البنين والبنات, فعندما تتفكك الأسرة ويتشتت شملها, ينتج عن ذلك شعور لدى أفرادها بعدم الأمان الاجتماعي, وضعف القدرة لدى الفرد على مواجهة المشكلات, وتحوله للبحث عن أيسر الطرق وأسرعها لتحقيق المراد دون النظر لشرعية الوسيلة المستخدمة في الوصول للهدف, وفي هذا تغيب للضمير والالتزام بالمعايير والنظم الاجتماعية السائدة التي توجه سلوك الأفراد نحو الطرق المقبولة لتحقيق الأهداف بصورة مشروعة.