الاعتداد بالحركة العارضة وعدمه، وتطبيقاتها في شرح شافية ابن الحاجب للرضي. دراسة وصفية تطبيقية
الخلاصة
الحمد لله الذي فتق ألسن العرب العاربة بالفصاحة والبيان، ومنحهم الأفهام القويمة التي تفصح عمّا في الجنان، وفتح أذهانهم لاستخراج المعاني الدقيقة، فلم تكن تخفى عليهم ولا تتوارى، وتمّم فخرهم بأن أرسل منهم نبيا، وأنزل عليه كتابا عربيا، لا تدانيه الكتب مقدارا، صلّى الله وسلم عليه وعلى آله أقرباء وأصهارا، وأصحابه مهاجرين وأنصارا.
أما بعد، فإنّ العارض والحركة العارضة من المصطلحات التي تدور في كتب النحو والصرف وغيرهما كثيراً، فكثير من الألفاظ العربية لها أصل وعارض يعرض لها، فيغيرها عما هي عليه في الأصل، والاعتدادُ بهذا العارض وعدمُه من وسائل التعليل والاحتجاج الهامة في ميدان العربية، ولقد خفتت دراسة هذه الظاهرة عند الدارسين المحدثين، أمّا القدماء فلا تخلو مؤلفاتهم من الإشارة إليها في مواضع كثيرة، ولكن مع كثرة ورود هذا التعليل في هذه المصنفات الجليلة، فقد خلت في مجملها عن ضوابط تُضبط بها هذه المسائل، أو قواعد تنصّ على مواطن الاعتداد، ومواطن عدم الاعتداد، وإنما سيقت في مجملها أحكامٌ عامة، وإطلاقات واسعة، ولعل الهدف الأبرز من هذا البحث الإجابة عن هذه الإشكاليات المتمثلة في: ما هو العارض؟ وما موقف النحويين من الاحتجاج به؟ وهل الحركة العارضة غير معتدٍّ بها على الإطلاق؟ ومتى لا يعتدّ بها؟ ومتى يعتد بها؟ بالإضافة إلى التعرّف على مناهج النحويين في تعاملهم مع الذي جاء عارضًا وخالف أصله من جهة الاعتداد به وعدمه.