ادريان بلت ودوره في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين
الخلاصة
يزخر التاريخ ببعض الشخصيات المؤثرة والفاعلة، في دهاليز السياسة الدولية، والإقليمية، التي كان لها الأثر البالغ، والدور الحاسم في توجيه مصير الحضارات والأمم، فهناك العديد من الشخصيات تمكنت بحنكتها، ونشاطها من ترك بصمات خالدة في صفحات التاريخ.
ويكشف التاريخ خلال مراحله المتعاقبة من ثورات وتحولات سياسية، وما صاحبها من أحداث، بأن دور العديد من الشخصيات منوط بما تقدمه لوطنها أولا، ولأقليمها ثانيا، وللعالم ثالثا، الأمر الذي أعطى لها دور الريادة والتميز، ناهيك عما تركته من انطباع عند عامة الناس، مما ساهم بشكل فعال في إيجاد أرضية خصبة لقبولها بين أفراد المجتمع المحلي والدولي والإقليمي، ونظراً لما تملكه تلك الشخصيات من قدرات في القيادة، وإدارة الأزمات، وما حققته من النجاح جعلها مؤثرة على الآخرين، ناهيك عن دورها الواضح والملموس في تغيير مجرى التاريخ.
إذ يسجل التاريخ مواقف كبيرة لشخصيات تاريخية ليبية، وأخري أجنبية أدت أدوارًا مهمة في التاريخ الليبي المعاصر، خاصة عند الحديث عنها في تأسيس دولة ليبيا الحديثة، ومن هنا تبرز شخصية الدبلوماسي الهولندي أدريان بلت 1892 _ 1981م، كأحد الرموز المؤثرة في المشهد الليبي خلال بداية النصف الثاني من القرن العشرين، الذي عينته المنظمة العالمية للأمم المتحدة كأول مبعوث لها في ليبيا في 10 ديسمبر 1949م، ودوره السياسي في هذا الجانب.