نواة مبدأ المواطنة في الإسلام من وثيقة المدينة إلي ميلاد عناصر دار الإسلام خلال القرن الأول للهجرة

Abstract

تعد دولة المدينة التي وضع أساسها رسولنا الكريم، من بواكير الأُطر المؤسسة لدولة حديثة في نطاقها المكاني والجغرافي " بلاد الحجاز "، من خلالها أنتج رسولنا الكريم نموذجا يحتذى به في عمليات النهوض الفكرى والتنموي، لشعوب العالم، نموذج أبعد كل أشكال الحكم السائدة آنذاك، وحاول منتجها "رسولنا الكريم " أن يقدم شكلا يتلاءم مع فكرة الأخوة الإنسانية، والتعايش السلمي، وأن يؤسس لعلاقات مجتمعة متطورة، تنظم العلاقات بين أبناء المحيط الواحد " ذا نمط مختلف عما كان معروفا "، وأبعد فكرة التسلط والانفراد والقيادة الواحد؛ لكسر قاعدة تغليب الصراع على الحوار، والتعايش السلمي بين أبناء الجغرافية الواحدة. إن المتمعن في تطور وبناء دولة الإسلام، ولا سيما في طورها المدني، وصولاً إلى مراحل متقدمة في النصف الأول من القرن الأول الهجري، حيث الوتيرة المتسارعة في عملية بروز الدولة المدنية "الحكم الجماعي"، أو بمعني أخر، اختفاء النمط القلبي للقبيلة بشكله القديم، على أقل تقدير في قيادة الدولة، واعتماد معيار جديد في مسألة تأسيس الدولة الجديدة " الشورى " ومع بداية البناء الجديد لدولة المدينة وتأسيسها منذ مجيء رسولنا الكريم إلى المدينة المنورة "يثرب " مهاجرا من مكة؛ فكانت الوثيقة المشهورة بوثيقة المدينة، واحدة من أهم المحطات في مراحل تأسيس الدولة الحديثة، حتي تطور هذا الطرح ونضج وتشكلت في جسم الدولة الجديدة مجموعة من العناصر الأساسية في بناء الدولة الحديثة، كان من أهمها عناصر دار الإسلام "تعدد الاتجاهات "، حيث وضح الفقهاء أن لدولة الإسلام داران؛ دار الإسلام، ودار الحرب، ولكل منها شكلها، وحكمها، وشروطها، ففي دار الإسلام حفظت الحقوق، وتحددت الواجبات، وفق انتماء وطني، وحسب مبادي دينية صارمة.