من كمال إيمان المسلم حمايته لمجتمعه من الجريمة

Abstract

وبعد، فإن الله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، وصوره فأحسن تصويره، ورزقه من الطيبات وكرَّمه قال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾[التين: 4]. وقال تعالى: ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾[غافر: 64]. وقال تعالى:﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾[التغابن: 3]. وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾[الإسراء: 70]. ومن أعظم نعم الله تعالى على الإنسان الأمن والأمان؛ الذي على ظله يسعد الفرد والمجتمع وينهض الإنسان بواجبات الاستخلاف في الأرض، وأولها عبادة الله تعالى وعمارة الأرض، وتحقيق التنمية المستدامة والرقى بالمجتمع بوجه عام. لكن المجتمعات الإنسانية –وبخاصة في هذا العصر- لا تخلو من أناس يغلب عليهم طغيان الجانب المادي، واكتساب المال وما يشابهه –ولو بطريقة غير مشروعة- كما أن من الناس من يغلب عليهم طغيان تحقيق الجانب الغريزي الجنسي، أو جانب التحكم في الآخرين واستعبادهم...إلخ فيدفعهم إلى الرغبة الجانحة في تحقيق رغباتهم، ولو بالاعتداء على غيرهم ظلما وعدوانا، ومن هنا حدثت الجريمة، وكانت ترتبط في الأذهان بمعاني الشر والقلق والاضطراب وخوف الناس على أرواحهم وممتلكاتهم.