الولاية في عقد النكاح عند المالكية

Abstract

الحمد لله الذي أنزل الشرائع رحمـة بالـعبـاد، وأودعها من الحـكم و الأسرار ما تطـمئن به القلوب، وترتاح إليه النفوس، وتأنس إليه العقول. و الصـلاة والسـلام عـلى مـن أرسلـه ربـه رحـمة للعالمين، وأنزل عليه القـرآن هـدى ورحمة وبشرى للـمحســــنين وأكمـل بـدينه الشرائع، وأقـام ببعثته الحجة، وختم برسالته رسـالات الأنبيـاء والمرسليـن سيدنا و مـولانا محمد بـن عبد الله إمـام المرسلين وسيـد الخلق أجمعين، وعلى آله وصحابته و التابعين، ومـن سلـك طريقـه وسـار على نهجه إلى يوم الدين . أما بعد : فالزواج نظام إلهي شرَّعه سبحانه وتعالى لخير الإنسان، ومصلحة المجتمع فالأسرة هي عماد الأمة؛ لذلك اهتم الشارع بعقد الزواج اهتماماً كبيراً دون غيره من العقود فوضع له شروطاً وأركاناً من بدايته إلى نهايته، فالولاية مــن الأسس التي وضعتها الشريعة لحماية الزواج من عبث العابثين الذين يستصغرون عقل المرأة و يغرونها بالوعود الزائفة؛ وبما أن المرأة قد تكون غير قادرة على إدراك وجه المصلحة من زواجها، فتختار من لا يناسبها زوجاً؛ لأنها تنقاد خلف عواطفها أكثر من الرجل ولخصوصية عقد الزواج التي تكمن في الآثار المترتبة عليه والتي لا تقتصر على المرأة وحدها بل تمتد إلى جميع أفراد الأسرة إذ يُنشأ قرابة مصاهرة تترتب عليها الكثير من أحكام الحل والحرمة. ولأهمية " الولاية " في عقد الزواج ، ولتعدي بعض الأولياء فيما يملكون من حرية التصرف في إنشائه، إما بالعضل, و إما بالغيبة الطولية المضرة بالمرأة ، كتبت في هذا الموضوع ، ونقلت رأي علماء المالكية فيه. وقد قسمتُ البحث إلى مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة.