ثقافة الجسد الأنثوي وإعادة إنتاج التمثلات الاجتماعية والثقافية للتراتبية الجنسية (دراسة ميدانية)
الخلاصة
اذا كانت التنشئة الاجتماعية هي تطبيع الفرد بعادات وتقاليد وثقافة المجتمع، وتكيفه مع البيئة الاجتماعية، فإن هذه التنشئة تقوم في مجتمعنا العربي على أساس عزل المرأة والإعلاء من شأن الذكور والهيمنة الذكورية، لهذا يسود الاعتقاد في الوعي الاجتماعي بأن المكان المناسب للمرأة هو المنزل، ووظيفتها هي تربية الأطفال والاهتمام بالشؤون المنزلية والعائلية الخاصة، ولذلك تم إعداد الفتيات لهذا الدور المستقبلي عبر عملية التنشئة الاجتماعية، ولعل هذا النمط من التنشئة الاجتماعية، الذي يتم فيه (( اختزال المرأة في حدود جسدها، الذي يختزل بدوره في بعده الجنسي))، هو ما يفضي إلى تضخمه كقيمة معنوية لدى المرأة بشكل مفرط، كاستجابة للمناخ التربوي المحيط بها، فما نلاحظه من انصراف الفتيات في سن مبكرة إلى الزينة والأزياء وصرعات الموضة...الخ، إنما يكس درجات ومستويات قلق الفتاة على جسدها، ومدى قدرته على حيازة إعجاب الرجال، لكي لا تبور، كل ذلك من شأنه أن يكرس في الوعي واللاوعي الفردي والجماعي يقينية النظام الطبيعي الذي يهيمن عليه الرجال، عبر إعادة إنتاج التمثلات الاجتماعية حول أفضلية الرجل، وحتمية إخضاع النساء في الحياة العامة والخاصة.