الصورة الشعرية
الخلاصة
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم، وأفصح من نطق بالضاد سيدنا محمد النبي الأمي، المؤيد بالمعجزة الخالدة، معجزة القرآن الذي بلغ الذروة العليا في البلاغة والنظم والبيان، وكان ناطقاً بصدق رسالته، وشاهداً على عظمة أمته وشرف صحابته، وأصالة لغته. اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم يبعثون.
وبعد،،،
تستمد الصورة الشعرية أهميتها مما تتمثله من قيم إبداعية وذوقية وتعبير متوحد مع التجربة ومجسد لها، وهذا يعني أن الشعر في جوهر بنائه ليس محاولة لتشكيل صورة لفظية مجردة، لا تتغلغل في روحها عاطفة صاحبها، فهي في جانب كبير منها سعي لإحداث حالة من الاستجابة المشروطة بفنية البناء الشعري، وتكمن أهمية الصورة في" أن قيمتها لا تبدو في قدرتها على عقد التماثل الخارجي بين الأشياء، وإيجاد الصلات المنطقية بينها؛ وإنما قدرتها في الكشف عن العالم النفسي للشاعر، والمزج بين عاطفته والطبيعة".
فالصورة في الشعر لها أهميتها الكبرى، وهي على اختلاف أنواعها " ليست زخرفات أو عناصر مضافة إلى الصورة المنطقية العارية؛ وإنما هي صورة تلقائية من صور التعبير.
استطاع شعراء العصر العباسي بما تزودوا به من ثقافة واسعة، وما وصل إليه مجتمعهم في هذا العصر من تطور حضاري، تقديم العروض الفنية المفعمة بالصور الفنية الأنيقة التي تدل على قدرتهم العجيبة، ومهارتهم الفنية الفائقة، التي أذهلوا بها نقاد عصرهم.