صدام الحضارات بين الواقع والنظرية نظرية صامويل هنتنجتون "أنموذجا" قراءة تحليلية نقدية
الخلاصة
قد شهدت السنوات التي تلت الحرب الباردة بداية تغيرات مثيرة في هويات الشعوب، ورموز تلك الهويات، وبدأت السياسة الكونية في إعادة التشكل على خطوط ثقافية جديدة، فالوضع العالمي المعاصر الذى تمثل فيه أمريكا وأوروبا الغربية محركه وآلته، يقدم أمام أبصارنا وقائع تثير الحيرة، وتعصف بما استقرت عليه المذاهب والنظريات من تحليل أو تفسير.
وفى هذا الإطار انبثقت اطروحة "صدام الحضارات، كأهم نظرية لتفسير ما يحدث في العالم اليوم، فضلا عن الحضارة محوراً للسياسة العالمية بعد أن كانت الدولة هي المحور.
وقد لاقت تلك النظرية رواجاً كبيراً في الأوساط الأكاديمية منذ نهاية الحرب الباردة، بل ويؤكد الكثير من الباحثين الغربيين على اعتبارها من بين أكثر النظريات التي يمكن اعتمادها لتفسير العلاقات الدولية بعد إحداث 11 سبتمبر 2001، في ظل التطور الذى يعرَف النظام الدولي ضمن ثنائية نحن والآخر التي تكرست منذ تلك الأحداث، كنتاج لاختلاف ثقافي وديني ضمن مجموعة من الثنائيات التي كانت وليدة تلك الأحداث.