الإشباع العاطفي للمراهقين وعلاقته بأساليب المعاملة الوالدية دراسة ميدانية على عينة من طلاب كليات جامعة المرقب بمدينة الخمس
عرض/ افتح
التاريخ
2018-07المؤلف
زريق, نجاة سالم عبد الله
الشريف, نوال مفتاح محمد
واصفات البيانات
عرض سجل المادة الكاملالخلاصة
من المعروف لدينا أن الهواء والغذاء عنصران أساسيان في حياة الإنسان فإذا فقد الإنسان التنفس ومنع عنه الطعام لفترة زمنية معينة يفقد الإنسان حياته, مثله مثل النبات والحيوان وسائر الكائنات الحية التي خلقها الله تعالى، وجعل لها الهواء والغذاء لتعيش وتنمو، إلا أن هنالك اختلافا بين الإنسان وسائر الكائنات الحية في عملية الاكتفاء بالغذاء الجسدي فهنالك غذاء لا يقل أهمية عن الطعام والهواء وهو الغذاء الانفعالي النفسي العاطفي للإنسان، حيث تلعب العواطف دورا أساسيا وهاما في حياة الإنسان, فبجانب العقل طاقة أخرى قوية هي العواطف والمشاعر، ويتكون الشعور العاطفي عند الإنسان في وقت مبكر من حياته، فالطفل يبدأ بتناول أول جرعات الحب والعاطفة عندما تضمه أمه إلى صدرها لإرضاعه، فعملية الرضاعة لا تقتصر على الغذاء الجسدي وإنما حضن الطفل وضمه قريبا من قلب الأم تعطيه الشحنات الأولية والأساسية من العاطفة والحب، وعادة ما ترافق عملية الرضاعة وضع الأم يدها على جبين أو رأس الطفل مداعبة إياه.
وعلى اعتبار أن الطفولة ثروة قومية لا يمكن التفريط فيها، وأنه لا سبيل لبناء جيل المستقبل السعيد إلا بتربية الطفل وإعداده إعدادا سليما، والعمل على معالجة مشكلاته وانحرافاته، وهو ما يزال غضاً، وعلى اعتبار أنه سيصعب اجتثاث جذور هذه المشكلات والانحرافات بعد أن تتجذر فيه كإنسان راشد، فضلا عن أن ترك الطفل وإهماله، يحدث آثارا سيئة تناله شخصياً وتنال مجتمعه
ومما يبرز أهمية مرحلة الطفولة، هو أنها تمثل تلك المرحلة العمرية التي توضع فيها البذور الأولى لشخصية الطفل، وفي ضوء خبراتها يتعدد الإطار العام لشخصيته، فإذا كانت خبراتها سارة وسوية، فسيشب الطفل إنسانا متوافقاً نفسيا واجتماعيا، وإن كانت خبراتها مريرة ومؤلمة فستترك أثارا ضارة في شخصيته وفي تكوينه النفسي، إن خبرات الطفولة تحفر بجذورها في أعماق شخصية الطفل، لأنه ما يزال كائنا قابلا للصقل والتشكيل، ولهذا يتوجب توفير بيئة اجتماعية صالحة للطفل كي ينشأ متمتعا بالصحة النفسية والتوافق النفسي والاجتماعي.
وتؤثر الأسرة و التي تعتبر النواة الأولى في حياة الفرد، بما تمنحه من رعاية أو اهتمام أو العكس، فقد يسرف الوالدان في تذليل الأبناء بتعويضهم عما فقدوه و يعانونه من صعوبات، وقد يفرض الوالدان الحماية الزائدة مع الأبناء، وإخضاعهم لكثير من القيود والخوف الزائد عليهم، وقد تختلف وجهة نظر الأب عن الأم فيما يتبعان من أساليب التربية، وما يظهر بينهما من تناقضات تربوية وغالبا ما تؤدي هذه الأساليب الخاطئة إلى إعاقة نمو الفرد النفسي والاجتماعي باعتبارها من وجهة النظر السيكولوجية أهم العوامل البيئية التي تؤثر في سلوك الفرد – المستقبلي وشخصيته.
تعد الأسرة المصدر الرئيسي لتنمية الحب والاستقرار والأمان النفسي، وحين يغيب دور الأسرة في هذا الجانب يكون الفرد عرضة للانتماء إلى جماعات منحرفة من أجل البحث عن الإشباع العاطفي.