الزخرفة الاسلامية ومكانتها في التربية الفنية والتذوق الفني

Abstract

إن دراسة الزخرفة تقوم على الاهتمام بالأسس التنظيمية المعروفة التي يقوم عليها كل تكوين زخرفي ناجح ,وإدراك بعض القيم الجمالية الموجودة في الطبيعة وتأملها ورفع الذوق والتذوق بادراك ما في الطبيعة من سحر وجمال وضعه الله سبحانه وتعالى في النبات والحيوان والجماد وكل ما في الكون ،وتقوم دراسة الزخرفة على التبسيط وتحوير الأشكال مجردة هندسية ،فما من شكل إلا ويتحول إلى دائرة أو مربع أو مثلث ،ومن هنا وجب على كل فرد يريد أن يبحث في هذا المجال أن يلم بما في الكون من أسرار جمالية لتتكون عنده القدرة على العمل الفني والابتكار والتجديد ،والطبيعة هي أساس علم الزخرفة بما فيها من مرئيات الذي يستمد منه الفنان مصدر إلهامه ،حيث يبدأ في التأمل والتحليل وتحوير الشكل الطبيعي الى شكل مجرد تنفي عنه صفة الطبيعة الحية . والزخرفة من أهم الفنون التشكيلية وأعظمها أثراً في تجميل وإكساب معظم المنتجات الحرفية وغيرها من مختلف الصناعات وإعطائهم قيماً جمالية جذابة إلى جانب أهدافها النفعية ،وفي عصرنا الحديث أخذ فن الزخرفة يستعيد مكانته وتأثر به الكثير من فناني هذا العصر ، والزخرفة العربية الإسلامية ترتبط بعملية التربية وخاصة التربية الجمالية فهو ركيزة أساسية في مناهج التربية الفنية ويجب اتخاذه مصدراً من مصادر الثقافة ، ففي دراسة قامت بها ليلى حسني(حسني،1988،ص4) في احدى المدارس الثانوية للتعرف على اهتمامات مدرسي التربية الفنية بأساليب التربية الجمالية ،خلصت إلى أن التراث الزخرفي يقدم كمصدر من مصادر الرؤية الفنية بهدف دراسته تأكيداً لأهميته دون الاهتمام بالنظم الجمالية لهده الفنون ودون اهتمام أيضا بتحليل القيم الفنية المتضمنة فيها تحليلاً تذوقيا . ومن هنا ينبغي علينا ان ندرك أهمية الربط بين الزخرفة الاسلامية والرؤية الجمالية واستلهام بعض عناصره في عمل ابدعات فنية معاصرة ، حيث اننا مطالبون بوضع أهداف لتطوير الوعي الجمالي عند كل فرد وإن يكون لديه القدرة على حماية التراث الزخرفي الاسلامي من خلال انتمائه واعتزازه وتقديره لهذا التراث