تطوير منظومة التعليم الجامعي في ضوء مدخل الجودة الشاملة
عرض/ افتح
التاريخ
2021-06المؤلف
الدروقي, صالحة التومي
الفتني, رويدة رمضان
واصفات البيانات
عرض سجل المادة الكاملالخلاصة
نعيش اليوم في عالم يموج بالتغيرات والتطورات المتلاحقة في شتى مجالات الحياة وتتضح ملامح هذه التغيرات في الانفجار المعرفي الذي تشهده بمعدلات متزايدة وبشكل لم يعهده تاريخ الإنسانية من قبل إضافة إلى الثورات التكنولوجية والمعلوماتية وما تفرضه من تحديات على كافة المؤسسات خاصة مع ظهور مفاهيم جديدة تنادي بالتطور والتحسين وليست المؤسسات التعليمية بمنأى عن تلك التغيرات حيث أن التطور أصبح ضرورة ملحة تفرضها تحديات العصر، ومتطلبات سوق العمل الأمر الذي يتطلب النظر في المنظومة التعليمية من أجل تأهيل الخرجين القادرين على الدخول في عصر المنافسة
إن تطوير التعليم عملة مستمرة يميلها التغير الموصول في حياة الناس والمجتمع، ويعتبر التعليم الجامعي مجالاً خصباً لمحاولات التغير، حيث تحتل الجامعة مكانة بارزة، وترجم هذا من خلال القوانين المتتالية بشأن إدارتها وتنظيمها، واللوائح التنفيذية التي تجعل من إدارتها أداة لخدمة المجتمع والارتقاء به حضارياً، متوخية في ذلك الإسهام في رقي الفكر وتقدم العلم وتنمية القيم الإنسانية، وتزويد البلاد بالمتخصصين والفنيين والخبراء في مختلف المجالات وإعداد الإنسان المزود بأصول المعرفة وطرائق البحث المتقدمة، والقيم الرفيعة(الخشاب,
وفى هذا السياق ومع تطور المعرفة وتعمقها الناتج عن البحث والاكتشاف أصبحت الضرورة تقتضي تطوير وظيفة الجامعة، بإدخال الوظيفة البحثية – البحث العلمي – كوظيفة أساسية من وظائف الجامعة إلى جانب وظيفتها الأولى وهي التعليم، وتستطيع الجامعة من خلال هذه الوظيفة إنتاج المعرفة وتطويرها والمحافظة عليها وتحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي، ومن ثم يعمل البحث العلمي على تعزيز مكانة الجامعة ودورها في المجتمع، ومن هنا ظهرت وظيفة جديدة للجامعة وهي خدمة المجتمع وتطويره (التل وآخرون,2000:115)
ويقع على التعليم الجامعي بصفة خاصة العبء الأكبر في عملية التغيير للدخول إلى عصر جديد يتميز بمجموعة من التحولات التي تقاس فيها قدرة الدولة على المشاركة العالمية والمناقشة بكفاءة بناء على أداء جامعاتها، وقدرتها على الوفاء بالمتطلبات الملحة للتغيير وجودة الخدمات التي تقدمها من أجل تطوير المنظومة التعليمية، لذلك دعت الحاجة إلى ضرورة إجراء بعض التحسينات والتطورات التي تساعد على ذلك بصورة تحقق الهدف الأساسي من الجامعات ويمكن تطوير منظومة التعليم في الجامعات والتغلب على أوجه القصور في الأداء باستخدام أسلوب ستة سيجما
وفى هذا السياق سعت معظم دول العالم إلى تحقيق الجودة والتميز ، وذلك من خلال تبني الجامعات نظام ضمان الجودة، وتقييم الأداء الجامعي وتحسينه من خلال آليات الاعتماد الأكاديمي، وتطبيق المحاسبية التعليمية، وتنمية الإبداع التنظيمي، وإحداث بعض التجديدات التربوية في التعليم الجامعي، والاستخدام الأفضل للإمكانيات المادية والبشرية، لذلك أصبح تحقيق نوع من التعليم المتميز، وتمكين المتعلم بكفايات ومهارات حياتية متطورة تستجيب لحاجات العصر في إطار الجودة الشاملة، أمراً ضرورياً لمواكبة طبيعة مجتمع المعرفة، ويحتاج تحقيق ذلك إلى إدارة فعالة تمتلك من المهارات والكفايات ما يؤهلها من العمل على المشاركة بفعالية في تحقيق الجودة