ظاهرة تأخر الزواج للجنسين في المجتمع الليبي وآثارها وكيفية الحد منها "دراسة ميدانية على عينة بمدينة الخمس"

Abstract

تعد قضية تأخر الزواج لدى الجنسين إحدى أهم المشكلات الاجتماعية، التي تعاني منها المجتمعات العربية، وهناك اتجاهًا عامًا بأن هذه المشكلة موجودة في كافة المجتمعات وأن حجمها يتزايد، حتى أصبح يشكل ظاهرة اجتماعية تناقش من قبل وسائل الإعلام المختلفة، عبر الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون، حيث إنه من المقلق جدًا أن يكون هناك نسبة كبيرة من الفتيات والشباب، الذين بلغوا مرحلة عمرية متقدمة بدون زواج، وتعرف غالبًا على أنها تلك المرحلة العمرية التي تتخطى بها المرأة سن الزواج المتعارف في المجتمع، أو بأنها المرحلة العمرية التي يبدأ جسد المرأة بفقدان خصائصه الأنثوية الجاذبة للجنس الآخر، وتقل احتمالات قدرة المرأة على الإنجاب وبداية التغيرات الهرمونية والنفسية والعصبية للمرأة. ويعد تأخر الزواج كذلك أحد الظواهر الأسرية التي خضعت لها الأسرة المسلمة في مجتمعاتنا العربية المعاصرة – ومنها المجتمع الليبي-، وقد يرجع ذلك إلى عدم العثور على الشريك المناسب، وعوامل طبقية، وغلاء المهور، وارتفاع تكاليف المعيشة وعدم توفر المسكن الملائم، وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية، والتفرغ للتعليم، وبذلك نجد أن أسباب تأخر الزواج، وقد تكون أسبابًا اجتماعية أو نفسية أو مادية أو ثقافية، وكذلك قد تكون عوامل بيولوجية. ولأن مجتمعاتنا الشرقية والعربية تؤمن بأن الزواج هو الأمان والاستقرار والمدخل الشرعي والقانوني لإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعاطفية والجنسية لكلا الزوجين، ويحقق فيها الفرد حلمه، ويؤكد على آدميته وجدوى وجوده، فإن العزوف عن الزواج، يكون فيه تعطيل للمصارف الشرعية للطاقات الجنسية والعاطفية، ومن ثم توجيهها في طرق غير مشروعة، وبالتالي تنتشر الرذائل وتضطرب الحياة الاجتماعية وكذلك الشخصية للفرد، ولقد أولت المجتمعات العربية اهتمامًا كبيرًا للزواج نظرًا لأهدافه الاجتماعية، والثقافية، والتربوية، خاصة أن الظروف المعيشية والتغييرات الاقتصادية والاجتماعية قد فرضـت خطرًا من نوع خاص بات يلاحق البيوت المسلمة، مستهدفًا الشباب المسلم من الجنسين، ويتمثل في ظاهرة تأخير سن الزواج أو ما يسمى بــــــ "ظاهرة تأخر الزواج