قياس تركيز الانتباه وأثره على التحصيل المعرفي لطلبة المرحلة الثانوية

Abstract

إن تعامل الإنسان مع بيئته وتفاعله معها يتطلب منه اولاً وبالضرورة أن يعرف هذه البيئة حتى يتسنى له التكيف لها، وحماية نفسه من أخطارها واشتراكه في أوجه نشاطها. والشرط الأول لهذه المعرفة هو أن ينتبه إلى ما يهمه من هذه البيئة، وأن يدركه بحواسه كي يستطيع أن يؤثر فيها ، وأن يسيطر عليها بعقله وعضلاته . فالانتباه والإدراك الحسي هما الخطوة الأولى في اتصال الفرد ببيئته وتكيفه لها .بل هما الأساس الذي تقوم سائر العمليات العقلية الأخرى، فلولاهما ما استطاع الفرد أن يعي شيئاً ويقصد بتركيز الانتباه تضييق الانتباه أو تثبيته نحو مثير معين واستمرار الانتباه على هذا المثير المختار . فكان تركيز الانتباه هو القدرة على تضييق أو تثبيت أو تأكيد الانتباه على مثير أو مثيرات مختارة لفترة من الزمن يعتبر الانتباه من المتطلبات الأساسية للأداء الجيد في أي لون من ألوان النشاط الرياضي . ويعرف المدربون بصفة خاصة أهمية الانتباه في المساهمة في الوصول إلى الأداء الأمثل ، ولذلك يتم توجيه اللاعب إلى تركيز الانتباه واليقظة . ويمثل فقدان الانتباه أحد العوامل الرئيسية في الأداء الضعيف ، الذي يؤثر بطريقة مباشرة في عدم تحقيق الفوز والاقتراب من الهزيمة ويزخر العالم المحيط بنا بأنواع مختلفة من المنبهات الحسية والبصرية والسمعية واللمسية والشمية والذوقية وغيرها . كما أن جسم الإنسان نفسه مصدر لكثير من المنبهات الصادرة من أحشائه وعضلاته ومفاصله . كذلك يزخر الذهن بسيل من الخواطر والأفكار ، لكن الفرد لا ينتبه إلى جميع هذه المنبهات التي تحيط به من كل جانب وفي كل لحظة ، بل يختار منها ما يهمه معرفته أو عمله أو التفكير فيه ، وما يستجيب لحاجته وحالاته النفسية الوقتية والدائمة ويستقبل الفرد من خلال الحواس المختلفة العديد من المعلومات أو المثيرات سواء من البيئة الخارجية أو من داخله (فيما يعرف بعملية الاحساس)، ويقوم الفرد بالتعرف على هذه المعلومات المثيرات (فيما يعرف بعملية الإدراك). وعندما يدرك الفرد هذه المعلومات أو المثيرات سواء الخارجية أو الداخلية فإنه يستطيع بذلك اتخاذ قرار سواء بالاستمرار أو عدم الاستمرار في توجيه وعيه نحو مثيرات أو معلومات محددة من بين هذه المثيرات أو المعلومات المدركة . وهذه العملية لاتخاذ القرار تتطلب الانتباه لهذه المدركات كلها أو بعضها .(7 ـ 274) ويلعب الانتباه دوراً هاماً في المراحل الأولى من التعليم . وقد تمت الإشارة إلى أن دافعية المتعلم للوصول إلى إتقان المهارة وبذل الجهد لتطوير الأداء هي المفتاح لتطير الخبرة في مجالات مختلفة سواء كانت رياضية أو موسيقية أو علمية