تشاد بين التدخلات الفرنسية والإضطرابات المحلية (1960- 1982م) دراسة تاريخية
الخلاصة
تم تنصيب تمبالباي رئيساً لجمهورية تشاد، وظلت تدور في فلك الساسية الفرنسية حسب الإتفاقات الموقعة بينهما عقب الاستقلال مباشرة، وقد شملت مجالات عديدة كالسياسة الخارجية والدفاع والتعليم والاقتصاد، وقد واجهت تلك السياسة رفضاً عاماً من سكان الشمال المسلمين الذين استمرت معارضتهم للنظام، وواجه تمبالياي هذه المعارضة بعنف فسجن ، وقتل، وأبعد، وأصبح هو الحاكم المطلق بحلول عام1963م، استمرت حالة الرفض الشعبي بظهور جبهة التحرير التشادية الفرولينا التي قامت بأول هجوم عسكري على قوات الحكومة، وما لبثت أن استدعت القوات الفرنسية لمساعدتها، ودخلت القوات الفرنسية في سنوات 1969- 1971م في تشاد لإنقاد نظام مهدد داخلياً وكسر التمرد عسكرياً، ولم تنته حالة الفوضى حتى اسقط تمبالباي إثر انقلاب عسكري أطاح بحكمه في 13 أبريل 1975م وعلى إثره تولى فيليكس معلوم الرئاسة، وانحصرت سلطته في العاصمة والمناطق المحيطة بها حتى سنة 1979م، وقد تخلل هذه الفترة صراعات قبلية، أدت إلى إيصال حسين حبري إلى رئاسة الوزراء، لأجل التوصل لمصالحة وطنية، ولكن لم يستمر طويلاً، فسرعان ما دب الخلاف بينهما، وتطورت الحرب بين الشمال والجنوب، نتج عنه سيطرة ثوار الفرولينا بقيادة جيكوني اويدي على منطقة (فايا لارغو) وعلى إثره وجهت السلطات التشادية نداء لفرنسا من أجل تدخل عسكري فرنسي، فدخلت القوات الفرنسية عام 1978م لدعم النظام الحاكم، والاحتفاظ بخط العودة مع أعداء النظام.
ولكن الأزمة لم تنته فحسين حبري يرى أنه أحق بالرئاسة من جيكونى، فتطور الخلاف إلى نشوب حرب داخل العاصمة في 31/ 3/ 1980م، استمرت تسعة أشهر وانتهت في 15/ 12/ 1980م، انتصر فيها جيكوني اويدي بمساعدة القوات الليبية للرئيس الشرعي انسحب حسين حبري إلى السودان لإعادة تنظيم قواته واستئناف القتال.
الموقف الفرنسي يلفه الغموض حول حكومة الوحدة الوطنية برئاسة جيكوني، وأن باريس لن تقبل بسلطة في انجامينا يكون لليبيين فيها أي نفوذ، وعلى أثر ذلك تم اتفاق فرنسي أمريكي على تخليص تشاد من نظام جيكوني، وإيصال حسين حبري لحكم تشاد وتم بالفعل تهريب جيكوني اويدي وعائلته على متن الطائرات الحربية الفرنسية خارج البلاد، وأصبح حسين حبري في يوم 7/ 6/ 1982م رئيساً لجمهورية تشاد.