اختلاف القراء السبعة في البناء للفاعل وغير الفاعل وأثره في توجيه المعنى "نماذج مختارة"

Abstract

إن من أجل العلوم وأنفعها علم العربية، فبها نزل القرآن، وهي مفتاح لما أغلق من المباني وخفي من المعاني؛ لما ورد في كتاب الله -عز وجل- ولا يدرك ذلك إلا من عرف كلام العرب من علم اللغة والنحو والتصريف والبيان، ونظر في أشعارهم وتفننهم في بناء قصائدهم وكيف استطاعوا التلون في خطاباتهم بين فنون البلاغة وضروب الفصاحة، فمعرفة العربية من ضروريات فهم كتاب الله عز وجل، وبذلك وردت النصوص الكثيرة في وجوب وفضل تعلمها لمن أراد أن يفهم النص القرآني الفهم الصحيح ويحفظ نفسه من الضلال بسبب جهله باللغة وأساليبها. ومن هذا المنطلق فإن قضاء الوقت وبذل الجهد في الربط بين قواعد اللغة والنص القرآني- تطبيقا وتحليلا وإظهارا لما خفي ودق من المعاني- لمن العبادة التي نرجو أن يباركها الله -عز وجل- وأن يوفق قاصد ذلك أيما توفيق. أهمية البحث. تكمن أهمية البحث في بيان الفرق اللغوي والنحوي بين وجوه القراءات السبع المتواترة للفظة الواردة في النص القرآني من حيث بنائها للفاعل أو لغير الفاعل، وتأثير ذلك على المعنى المراد من النص القرآني، وفقا لما بينه أهل العلم في مصنفاتهم. تقسيمات البحث. قسمنا البحث إلى تمهيد ومبحثين وخاتمة، فأشرنا في التمهيد إلى أحكام مثل هذا التركيب وما الذي يهتم به علماء كل من الصرف والنحو والبلاغة، وخصصنا المبحث الأول للحديث عن أحكام الفعل ونائب الفاعل والغرض من الحذف، وجاء في ثلاثة مطالب، فتحدثنا في المطلب الأول عن الصياغة الصرفية لبنية الفعل وفي الثاني عن الذي ينوب عن الفاعل، وفي الثالث عن الأغراض التي لأجلها حذف الفاعل. وفي المبحث الثاني عرضنا نماذج مختارة من المواضع الواردة في القرآن الكريم متحدثين عن القراءات الواردة في الآية والتوجيه الإعرابي لها وما ترتب عن هذا الخلاف من معان مختلفة. وفي خاتمة البحث أشرنا إلى أهم النتائج التي ظهرت من خلال هذا البحث ثم ذيلنا البحث بقائمة المصادر والمراجع الخاصة به.