مظاهر الزهو بالشعر عند البحتري

Abstract

اتسعت المدونة الشعرية العربية بشكل واضح في طرح مجمل الأفكار والتشكيلات الحياتية التي رافقت العربي، فكانت سماته المتنوعة حاضرة بشكل واضح، وهي سمات ترتبط بطبيعة الحال بالواقع الذي ينتمي إليه، فضلاً عن صفاته الإنسانية التي تؤسس خطابه الشعري وفق مقاربات واضحة المعالم. وكان من بين ذلك حضور الزهو كواحد من تجليات النفس الإنسانية وإن تغير بتغير الإنسان وهي سمة واقعة، لا سيما حين يكون عنصر التميز والتفرد حاضراً بشكل كبير، مما حمل الإبداع العربي الكثير من التأويلات التي أفضت الى نتائج أضرت بالشعر كواجهة ثقافية وتاريخية، من ذلك ما حصل للمتنبي في التشكيك بشاعريته وتوالي اتهامه بالسرقة وطرح ذلك كفاعلية نقدية الغاية ظاهراً منها الوقوف على صحة الشعر من عدمه. والزهو لغة: الكبر والتيه والفخر والعظمة .... وزها فلان فهو مزهوٌّ إذا أعجب بنفسه ( ). وهذه السمة حضرت بشكل واضح في نتاج البحتري، فقد كانت الحافز الذي حمله على استنطاق نصوصه وتوجيهها بالشكل الذي يلبي خلفيته الفكرية والنفسية، وما تنطوي عليه من افتراضات وإحالات. واصطلاحاً هو إعجاب الشاعر بذاته أي بنفسه وصفاتها( ) وهذا ما كان يفعله البحتري في إنشاده لشعره.