الصلابة النفسية لدى طلاب كلية التربية بجامعة بني وليد

Abstract

لقد حظى مفهوم الصلابة النفسية باهتمام كبير لدى الباحثين في علم النفس بصفة عامة وفي علم النفس الشخصية بصفة خاصة، فقد انصب تفكير الكثير من المنظرين الذين تناولوا موضوع الشخصية على الصلابة النفسية بوصفه متغير محوريا من متغيرات الشخصية التي تساعد الأفراد على التوافق النفسي مع مواقف الحياة المختلفة التي يتعرضون لها، حيث يعيش الإنسان اليوم في عصر يشهد ثورة في مجال المعلوماتية والتواصل بحيث يمكن القول: إن هذا المجال من أكثر المجالات تقدما إن لم يكن أكثرها على الإطلاق، فهذا المجال المذهل لفت نظر الإنسان إليه، فجعله يهتم به إلى الحد الذي قد يضر بسلوك الإنسان، والواقع إن ضغوط الحياة وأحداثها الحرجة هي من طبيعة الوجود الإنساني، وركن أساسي من أركان الحياة بجوانبها الإيجابية منها والسلبية، ولا يمكن أن تخلو الحياة منها، وتزداد الضغوط كماً وكيفاً مع تعقد الحضارة وتسارع إيقاعات العصر وتحدياته التي قد تصل في بعض الأحيان إلى استهداف الإنسان نفسه، إلا أن ذلك لا يحدث مع كل الأفراد، فقد لوحظ أن بعضهم يحتفظون بمستوى عالٍ من الأمن النفسي، الأمر الذي يجعلنا نعطي أهمية كبيرة لشخصية الفرد بكل جوانبها ومصادر مقاومتها للضغوط النفسية والمتغيرات التي تساعد الفرد على التوافق النفسي مع الأحداث الضاغطة، حيث اتضحت إن من بين تلك المصادر المقاومة للاضطرابات النفسية ما يسمى بالصلابة النفسية التي تتمثل في مجموعة من الخصائص النفسية التي تتضمن الالتزام ووضوح الهدف والتحكم والتحدي وهذه الخصائص من شأنها أن تحافظ على الصحة النفسية والجسمية والأمن النفسي عندما يتعرض الفرد للأحداث الضاغطة.