dc.description.abstract | الحمد لله وحده, والصلاة على من لا نبي بعده, أما بعد: فقد أنزل الله ـ عز وجل ـ القرآن الكريم بلسان عربي مبين قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﱠ, وقد اقتضت حكمته ـ عز وجل ـ أن يكون اللسان العربي مظهرا لوحيه, جارٍ في ألفاظه ومعانيه وأساليبه وإعرابه واشتقاقه على لسانهم, لذلك من أراد فهم القرآن الكريم, وإدراك معانيه, واستنباط الأحكام منه, فعليه أن يكون على معرفة ودراية بلغة العرب: قواعدها وأصولها وأساليبها ودلالاتها .
لذلك نرى علماء أصول الفقه عندما يعالجون النصوص الشرعية, فإنهم يرتكزون على جملة من الضوابط اللغوية لبيان معانيها ودلالاتها, ومن تلك الضوابط امتلاك الأدوات الإجرائية التي تمكن الباحث من استجلاء تلك النصوص وفهم مراميها ودلالاتها واستنباط الأحكام منها, لذا نرى كتبهم تزخر بالمباحث اللغوية والنقاشات النحوية والصرفية, إيمانا منهم أن العالم قبل أن يكون فقيها أو أصوليا أو مفسرا عليه أن يكون متبحرا في علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة وغيرها .
ومن العلماء الذين كانت لهم شهرة في الفقه وأصوله, وناقشت بعضُ مؤلفاته مسائلَ وقضايا لغوية ابن قيم الجوزية, وهو إمام حنبلي مفسر أصولي مجتهد, وهذه صفاته التي يوصف بها في كتب التراجم, غير أن هناك جانبا من شخصيته العلمية لم يكن له شهرة توازي شهرته في مجال الفقه وأصوله, فقد كان الإمام نحويا ولغويا صاحب موهبة متميزة في دراسة اللغة, وإن كانت بعض كتب التراجم تشير إلى الجانب اللغوي في شخصيته العلمية, في حين تجتمع كتب التراجم على تفوقه في علوم الشريعة . | en_US |