dc.description.abstract | تعد دراسة الشخصية والعوامل المؤثرة في تكوينها من الموضوعات ذات الأهمية , فهي ثمتل المصدر الرئيسي لمعرفة جوهر الانسان ومظاهر السلوك البشري وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستجابات اتجاه الاخرين وطبيعة العلاقات بهم والتفاعل معهم , كما انها تمثل نسقاً ونظاماً لجميع الاشكال المختلفة من السلوك الذي يمارسه الفرد , لذلك اتفق اغلب العلماء على ان الشخصية من اعقد الظواهر التي يتعرض لدراستها علماء النفس حتى الان بل يمكن عدها البداية والنهاية لعلم النفس ولها العديد من التشعبات في مجالات الحياة كمكون نفسي متعدد الابعاد ومتفرع الجوانب ( الشرقاوي , 1982 : 18 ) , ولقد توالت محاولات عديدة من علماء النفس لدراسة الشخصية والمكونات الاساسية التي تشتمل عليها وكانت النتائج متعددة ومختلفة ومازال الجدل موصولا بينهم من حيث عدد العوامل التي يمكن في ضوئها وصف اية شخصية . ويعد نموذج العوامل الخمسة الكبرى للشخصية من اهم النماذج واحداثها التي فسرت سمات الشخصية ومن اكثرها قبولاً في الوقت الراهن , حيث يعد نموذجاً شاملاً يهتم بوصف وتصنيف العديد من المصطلحات والمفردات التي تصف سمات الشخصية التي يتباين فيها الافراد بهدف تجميع اشتات السمات المتناثرة في فئات اساسية وتفسير اهم السلوكيات وردود الافعال الصادرة من الافراد , فهي تعطينا صورة واضحة عن اهم الخصائص والمميزات التي تجعل من الانسان يتفرد في تفكيره وانفعاله وكذلك في معايشة ذاته وتعامله مع المحيطين ( صالحي واخرون , 2018 : 385 ) , ولقد تعددت الدراسات التي اهتمت بالبحث في علاقة العوامل الخمسة الكبرى للشخصية ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية كدراسة الصاوي 2010 م و دراسة عقاب 2012 م و دراسة مريز2019 م , التي هدفت للكشفت عن طبيعة العلاقة بين العوامل الخمسة الكبرى والذكاء الوجداني , وتكمن اهمية دراسة الذكاء الوجداني لما بينته الدراسات بانه يُعد جوهر التطور الذي حدث في فهم طبيعة العلاقة بين العقل والانفعالات والتكامل فيما بينهم , وهو من المفاهيم التي شاع استخدامها وانتشارها في العصر الحديث، ومن الأسباب التي أدت إلى شيوع هذا المفهوم هو التطور العلمي والتكنولوجي وسيطرة الماديات على أساليب تعاملات الفرد مع البيئة وانتشار العنف والإرهاب وانتهاك الحقوق، مما ادى الى ادراك العلماء إلى أهمية فهم الإنسان لذاته وفهمه للآخرين ، وقدرته على توظيف واستخدام هذا الفهم الذي يمكنه من السيطرة على مشاعره وانفعالاته والتحكم فيها، كما ينمي لديه القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم ومساندتهم، إضافة إلى أنه أفضل منبئ للنجاح في الحياة الاجتماعية وتحقيق الرضا عن الحياة (جابرعيسى، وربيع رشوان، 2006: 50) , وكما يقول الياسي أن الأشخاص ذوي الذكاء الوجداني يستطيعون إدارة انفعالاتهم وعواطفهم بشكل جيد وتحديد عواطف وانفعالات الآخرين تجاههم وكيفية الاستجابة لها كما أن لديهم علاقات اجتماعية ناجحة ويتمتعون بصحة نفسية أفضل, ويكونون أكثر تركيزا وانجازا في مهامهم الحياتية , أما الأشخاص ذوى الذكاء الوجداني المنخفض فهم متمركزون حول ذواتهم ولا يستطيعون تكوين علاقات اجتماعية ناجحة , كما أنهم غير قادرين على تنظيم انفعالاتهم , ولديهم شعور بالقلق والإحباط نتيجة لعدم قدرتهم على التعامل مع الصراعات والمشكلات التي قد تنشأ بينهم وبين الآخرين مما يؤدي إلى ظهور مشاعر الغضب والعدوانية ( محمد ساعد ,2011 :1 ) . ورغم وجود مجموعة من الدراسات التي اهتمت بالبحث في علاقة العوامل الخمسة الكبرى بالذكاء الوجداني لا انه كان هناك تبياين في نتائج بعضها بالاضافة الى انها كانت في بيئات مختلفة غير البيئة المحلية باستتناء دراسة المبروك 2019 م والتي كان ثمتيلها لمجتمع محدود وطبقت على العينة صغيرة من طلبة الدراسات العليا . | en_US |