الرياضة في ليبيا خلال النصف الأول من القرن العشرين كرة القدم أنموذجاً

Abstract

تمثل الرياضة أو الأنشطة الرياضية باختلاف أنواعها رافداً مهماً في حياة الشعوب مهما كانت درجة تقدمها وتطورها، إذ أنها لم تعد العاب وحركات بدنية فحسب وإنما متنفساً وهواية فضلاً عن كونها مهنة لبعض الرياضيين. إن الحديث عن تاريخ الرياضة في ليبيا بصفة عامة يعد من الموضوعات التي أُهملت الكتابة فيه من قبل معظم الباحثين، خاصة فيما يتعلق بالفترة المحددة بهذا البحث، وإن معظم الدراسات التي أشارت إلى هذا الموضوع كانت مركزة على الفترة ما بعد قيام الدولة الليبية بمؤسساتها ووزاراتها المختلفة، ولعل ذلك راجع إلى قلة المصادر والمراجع التي تناولت النشاط الرياضي بشتى أشكاله في ليبيا، بالرغم من ممارسته في بعض المناطق مند فترات موغلة في القدم حيث عرفت الرياضة بصورة عامة في ليبيا منذ عصور ما قبل التاريخ ، ولعل الآثار والنقوش الموجودة في بعض المناطق كجرمة وغيرها وما تحمله من نقوش تدل قطعاً على ممارسة الليبيين القدماء لبعض الأنشطة الرياضية المختلفة، كما دلت الآثار الرومانية في ليبيا أيضاً على ممارسة بعض الأنشطة الرياضة خاصة في بعض المناطق المزدهرة كمدينة لبدة، التي يوجد بآثارها الملعب الرياضي، وهو عبارة عن ساحة كبيرة مستطيلة الشكل أنشأه الرومان أثناء احتلالهم لليبيا . أما عن العصور الحديثة -القرن التاسع عشر-فإن الرياضة لم تعرف بشكل رسمي ومنظم في ليبيا إلا على مستوى محدود جداً وفي مناطق محدودة أيضاً كطرابلس وبعض المدن الكبرى، حيث أنشأت بعض الجاليات الأجنبية خاصة اليهودية بعض الأندية الرياضية في مدينة طرابلس منذ ثمانينات القرن التاسع عشر حيث أسس (اوجينيو أربيب) نادياً رياضياً أطلق عليه اسم (نادي الجيتو أي نادي الحارة ليحاكي الرياضة المنتشرة والمعروفة في أوروبا، وقد انضم لهذا النادي أفراد الطبقة الرأسمالية والقناصل والتجار