دور المساندة الاجتماعية في خفض اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة لدى عينة من زوجات الشهداء "دراسة ميدانية في مدينة البيضاء"

Abstract

تعد المرأة نصف المجتمع ولها دور في بنائه، غير أن الأخير يتوقف على الظروف الاجتماعية والنفسية المناسبة، والمرأة الليبية مثلها مثل أي امرأة في المجتمعات الأخرى أثبتت على مر التاريخ قدرتها على إعداد الأجيال وبناء المستقبل (المصري،2011 :2). وبما أن الحياة من حولنا مليئة بالمشكلات والضغوطات والأزمات التي تؤثر على حياة المرأة بشكل خاص؛ مما يستدعي الحاجة إلى المؤازرة والدعم من الأخرين في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد.(سلطان، 2009 :74). وتعتبر المساندة الاجتماعية مصدرا من مصادر الأمن بعد اللجوء إلى الله_ سبحانه وتعالى_ كأسلوب لمواجهة ضغوطات الحياة وخاصة اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة، فالمساندة الاجتماعية ترتبط بالصحة والسعادة النفسية في حين أن غيابها يرتبط بالأمراض والأعراض الاكتئابية.(دياب،2006 :55). وكون بلادنا تمر بأحداث صعبة بين اتجاهات مختلفة نجم عنها العديد من الفاقد في فئة الذكور، وتأتي فئة الزوج من أكثر فئات الذكور فقدانا نتيجة الحرب القائمة، ومع اشتداد الاشتباكات في نواحي البلاد وما خلفته من الآلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وبافتراض إن نسبة كبيرة من الذين استشهدوا كانوا متزوجين؛ فإن ذلك يلقي عبئا كبيرا على عاتق زوجاتهم. ويعد اضطراب ما بعد الصدمة (Post Traumatic Stress Disorder) من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في الحروب والأزمات ويحدث الاضطراب عندما يتعرض الفرد لحدث مؤلم وتعد فئة زوجات الشهداء من الفئات المتضررة نفسيا ومعنويا واقتصاديا، حيث إن فقدان الزوج من أصعب الأحداث المفجعة التي قد تواجهها الزوجة نتيجة أن الزوج هو المعيل الأساسي للأسرة وفقدانه ليس بالحدث العادي خاصة كلما ازداد اعتماد الزوجة على الزوج في أمور الحياة ازدادت المعاناة الزوجية لديها. وبهذا تعد المساندة الاجتماعية من أهم المصادر المخففة من حدة وقع الضغوط على المرأة والتي تساعدها على التوافق مع الخبرة المؤلمة، كون المساندة تعطي الفرد الشعور بالدفء والمحبة من الأشخاص المقربين منه، ويساعدونها في التغلب على أزمتها ومصابها. (Bergman,et.al,2008) وبناءً على ما سبق ذكره جاء الاهتمام بدراسة دور المساندة الاجتماعية في التخفيف من اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة لدى زوجات الشهداء باعتبارها من الفئات المتضررة من الأحداث الجارية في ليبيا والتي قد تؤثر على أسلوب الحياة والتفكير والتنشئة الاجتماعية للزوجة وللأبناء.